السياسيةالقانــونقضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

افويسكة / خاطرة

الميزان/ الدار البيضاء: الدكتور سعيد الناوي

almizan.ma

افويسكة / خاطرة
الميزان/ الدار البيضاء: الدكتور سعيد الناوي
“افويسكة “؛ حلاق دربنا؛ ” الأسمر؛ فارع الطول؛ جميل المحيا؛ أنيق المنظر والمشهد؛ “مهضوم” ؛ يبين عن ابتسامة تزيد سمرته جمالا؛ كما يعلي من مرتبة وسامته؛ أنه لا يعلي صوته عند القول؛ فيرغمك على الإنصات؛ وتقريب الأذن من الفم..!
كان يلبس ما لا يتسع على مقاسه؛ ولا يضيق على تضاريس جسمه المائل إلى النحافة…
ربما لو عرفته الآن؛ لشبهته “بأوباما” الرئيس.. وليس “أوباما النقابة”.. ولهذا؛ كان في دربنا ” أوباما” الحلاق قبل أن يظهر هناك ” “أوباما English” ..!
كنت وكنا نحترمه دون أن يتجلى احترامنا له في شيء.. ربما نحبه لما هو فيه… كان هادئا… لا ينفك عن سد “فم” المحل والمغادرة ليتغذى؛ ثم يتمدى ثم؛ “الله أدرى” ؛ثم يعود للدكان. ؟!
ما كان يثير فضولنا أكثر هو حضور زوجته إلى مقر عمل الحلاقة؛ كل زوال؛ بعد أن يعود من الغذاء؛ والتمدد؛ و “الله أعلم”؛ …
كانت تحضر دون أن تلج المحل؛ فتمر عليه بكامل زينتها دون أن نعلم السبب الذي جعلها تخرج بآخر “تشكيلتها الهجومية” ؛ وراء الحلاق و قد كان عندها ؟
ربما ليست زينتها هي المثيرة للنظر؛
ولا أنه كان عندها..
ولكن لجمالها أيضا ؛
في نفس سمرة الحلاق ؛
و دقة الإطار البدني..
و سواد شعرها اللين الذي خرج بعضه من تحت غطاء الرأس؛ عمدا متعمدا ؛ و بعد إصرار سابق وترصد مبيت وعزم ونية وعلم و”الله يحد البأس”!؟..
لربما… ؛ ما كانت تضعه على شفتيها من زهر الشفاه
و ليس أحمر الشفاه…!
كانت أنيقة حتى في اختيار لون الملون..
ليس أحمرا ؛ فالأحمر للعجول ؛ وليس ” لفطومة ” زوجة الحلاق!
و الجلباب الزهري” بفطومة” يليق..
ومع أزهر الشفاه؛ هجوم مضاد و آلة قتل ناعمة، ولك أن تتخيل حال الحلاق وصوته وهدوءه.. وأ أليس ما فيهآ ؛ يروض الأسود و الفيلة والثعابين
والقتلة والثائرين ؛ والمسلمين والكفار وكل ذي ظفر وعين وقلب..؟
آه على القلب ؛ وكم عساه أن يتحمل؛؟!
كم يصعب عليه أن يتحمل الأزهري في الألوان؛
و سواد الشعر ” البار ” ؛
و هيكل ” فطومة”…؟
فلو كان كافرا؛ لأمن؛ و لو كان قلب فرعون مصر !؟
دعنا من هذا و ذاك… ولنعد إلى هدوء الحلاق.. نعم حلاق فقط.. هادئ؛ متنعم؛ لا بجمع الوقت مع الوقت؛
و لا يميت قلبه من أجل دراهم ما بين ساعة الزوال ورقدة ما بعد الغداء!
عش أنت.. ولا تكن كأصحاب الحراسة من.. وإلى..
إلى حيث يقرأون عليه يس والكوثر؛ متحسرا ؛ وكأن “يس”، ” عبس ”
سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى