خاطرة “لقد كفر ألباتشينو؟!”
الميزان/ الرباط: الدكتور سعيد الناوي
يا صاحبي، كم أعجبني ذلك القصير جاحظ العينبن الوسيمتين،
وفصاحة لسانه رغم أن بعض الكلمات تتمرد على الفهم فأعصرها مع أخواتها فأدرك معناها، وقد أنظر إلى أسفل الشاشة فأدرك أن بعض الترجمة لا معنى لها، قد خرجت عن سياقها، و لكنها تمر….
قلت لك أنه ممثل بارع، ولو أنه تقمص صفة الشيطان في بذلة أنيقة، وربطة عتق وقميص، ولو لبسها غيره، ما زادته شيئا، كما زادت هذا القصير، فبدا خلاف الكثير من القصار والطوال: مهضوم ومقبول ولو أنه يؤدي بعض أدوار الشيطان، ويتجرأ على الله بلسان غيره، فكان عند البعض كافرا، وعند البعض مؤديا؛ بتشديد الدال، وعند البعض فنانا عبقريا.
ملك لسانا، ومالا، وبيوتا، وسلطة وجاها وسحرا، وشجاعة وكل شيء ..
بسط يده على كل شيء،
وعاشر كل شيء،
حتى والدة ولده؟! ، ولا ضير ،
وزوجة ولده، لأنه شيطان،
وقتل بيد غيره،
وفعل كل شيء، .. ولكنه مهضوم!
ليس الأمر بحاجة إلى بعد نظر في الشيطان ولا في ” آلباتشينو” وأناقته رغم قصره.. وسحره وامتلاكه لكل شيء، مادام أنه شيطان؟!
ليس الأمر يدعونني لأكفر هذا القصير، لأنه تجرأ على الله حينما قال فيه وقال…،
قال أن الله يضع فيك المتناقضات:
يعطيك ثم يمنعك مما بين يديك،
يجيز لك أن تنظر،و لكنه يمنعك من أن تلمس.
يجيز لك أن تتذوق، و يمنعك من أن تبلع…
ليس هذا ما يجعلك تنقم منه وتكفره.. بل أن تنظر إلى من أجيز له ومُنع…
لو أنه نام، أو أغمى نفسه، وتجاوز وانتقل من المنع إلى التعفف والصوم والتنازل في كل شيء يتعاشر فيه الظدان، لتذوق ولمس.
فلا أتذوق لكي لا أٌضطر إلى البلع!
ولا أرى، لكي لا ألمس..؟
ولكني أتذوق، ما لا يقبل البلع،
وأرى ما لا يقبل اللمس،
أو أتذوق ما لا يتزاحم مع غيره ،
وأرى ما لا يضاده اللمس.
فالمسألة مسألة وقت قد يمضي وقناعة واختيار.
إذا نظرتٓ، فأطل أو أقصر حتى يمر الوقت، فتغيب الحاجة إلى اللمس مثلا!
وإذا تذوقت، فلا تطلل، وأثقل ثم تذوق واثقل ..مثلا؟!
وقد تغمض عينيك حتى يمضي الوقت وتختفي الحاجة إلى اللمس
وقد لا تتذوق، فتنمضي ضرورة البلع.
المهم أن المسألة مسألة وقت،
وقرار…..
وأما الشيطان فقد ملك مسبحا ومكتبا في الدور الأعلى من مجمع لا يمكن أن يكون ملكا لإنسان واحد.
وسحر الناس بفكره و “مواعظه ” ووعده ….
ونكح كل شيء وبعضا من كل شيء…،
وتقبلنا أناقته، وحكمته في كل ما مر على الناس وقد اختاروه.
المسألة في الأخير بعد مسألة الوقت، مسألة اختيار.
وفي الاختيار الاختبار
ومع مسألة الوقت والاختيار، لا أستطيع أن نكفر ألباتشينو.. لأنه.. ومهضوم ومجرد مؤد بتشديد الدال.
سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه