مجرد رأي
الميزان/ مراكش: بوشرى المراكشي
يؤسفني اليوم ما وقع ليلة أمس من قمع واضطهاد من قبل قوات الأمن تعمل تحت أوامر سلطوية لفظ وتفرقة جموع المربين والمربيات الذين جاءوا من مختلف بقاع المدن المغربية في مسيرة سلمية هدفها الإفصاح عن الاختلالات التي تقع داخل المؤسسات التعليمية والتعبير عن المعاناة التي نتخبط فيها نحن الأساتذة في المؤسسات التعليمية ككل..
كلنا نعلم بأن التعليم الأولي لبنة أساسية وهو مشروع مولوي وملكي بالدرجة الأولى يستهدف وكما هو معلوم الفئة العمرية من أربع إلى خمس سنوات وهو يشمل كل أبناء المغرب قاطبة وبدون استثناء ..
السؤال الذي يتبادر إلى ذهني هو كالتالي: كيف يعقل أن يتم استبدال كلمة أو بالأحرى عبارة أستاذ بكلمة مربي داخل المؤسسة؟ مالهدف من ذلك؟؟!!!
ألا تشكل عبارة مجرد مربي ميزا وحيفا ضد المربي نفسه؟ ألا تشكل هذه العبارة احتقانا واضحا داخل الوسط التعليمي نفسه؟ وكيف يعقل أن أساتذة التعليم الأولي تكونوا داخل مؤسسات تعليمية مغربية قامت وزارة التربية والتعليم نفسها بتشكيلها وتمويلها، وفي نهاية المطاف يعامل فيها أستاذ التعليم الأولي من خلال قانون الشغل مثله في ذلك مثل عامل نظافة؟ يسري عليه مايسري على باقي العمال قاطبة، داخل الشركات والمصانع والتي غالبا ما يكون لها أهداف مادية ربحية بالدرجة الأولى وما فائدة المهام الإضافية التي يكلف بها المربي أثناء مزاولة عمله؟ والتي تحد من مزاولة مهامه كمربي داخل القسم؟ بالإضافة إلى الأجور الزهيدة والتي لا تسمن ولاتغن من جوع كل هذه التحديات والأسئلة أو غيرها والتي لا تعد ولا تحصى تحتاج إلى أجوبة وإلا سيكون القادم أسوأ.
لدى يجب أن يعاد النظر في كثير من الأمور والمجريات بل وحتى في العبارات واستثني هنا كلمة “مربي” ليصبح هذا الأخير فعلا مثل الأستاذ في الحقوق، وليس اعتبار المربي مجرد حرفي (تعلم حرفة) كما جاء على لسان السيد الوزير..
وفي انتظار ما ستؤول إليه الأيام القادمة.. مازلنا وسنظل صامدون وصامدات.. مبتسمون رغم كل العوائق..
