almizan.ma
حينما عرضت مفاتنها، واستدرجته لما حرم الله ،
و هي تدفع بصدرها متباطئة تباطأ الغُنَّاج ، و تكشف عن ساقيها، كأنها بلقيس زمانها، و تتمايل تمايل الطاووسة، و كأنما” تصرح بممتلكاتها”!!، لم يكن المُستَدرَجُ يعلم أنما تُسَاوِمُه و تُتَاجِرُ “بممتلكاتها”،
حتى إذا علم أن الغُنْمَ بالغُرم ، وأن الأداء قبل العرض، تفهَّمَ لِمَا كانت تتمايل و تتباطأ، فدسَّ لها خمس أوراق زرقاء، و قضى ما شاء الشيطان ، و الله بذلك عليم…. حتى إذا استدار و ودّع وداع مفارق ، و تواراتْ و ودَّعَت وداع المتؤسفات على رُخْص المتاع ، تأبَّطها أحدُ اللصوص واستلّ منها الألف درهما ليصرفه في ليلة حمراء ماجنة؛ فإذا حضر النبيذ و لوازمه، انتقلت الألف درهم إلى بائع النبيذ الذي لابد له من أن يضع تحت تصرف ولده ذات المبلغ، لعله يكفيه في ابتياع ما يلزمه من مهلوسات و عساهُ يتَّقي بذلك شرَّ ولده، و فُحشَ قوله و سوءَ فعله به، حتى إذا انتقلت الدريهمات إلى الولد ،لم يطل مقامها إلى حين ، فتتأذن بالرحيل إلى يد البارون ، الذي لم يكن إلا ذلك الذي اشترى من الغانية ما تشتهي النفس الأمارة بالسوء!!!
و هكذا تظل الدراهم بين شد و إرخاء، و انتقال و سلب و نهب و نصب و احتيال و اتقاء لشر أو دفعا لجائحة ، أو طلبا للذة، تتطاير الدريهمات و تتمايل و تؤخذ من هذا و تعطى لذاك ؛وكأنها وديعة مؤقتة بين هذه و ذاك و ذلك و أولائك و هؤلاء،
كل يسلب غيره ثم يعود و يعود، و لسان الحال يُغني عن المقال ، وأما لسان حالي فيقول”سالبه. سالبه….” لأن الغانية تسلُبُ الزنديقَ، و اللصُ يسلب الغانيةَ، و الخمَّارُ يسلب ُ اللصَ ،و الولدُ العاق يسلب الخمّارَ، و البارونُ يسلب ُ الولدَ، و البارون هو ذاك الزنديق الذي يستبيح الغانية فتستبيح هي ما بيده….
و هكذا تدور و تدور…
و هكذا البعض يسلب البعض…
و هكذا “سالبه/سالبه…
سعيد الناوي. غفر الله له و تجاوز عنه