
almizan.ma
ساهم التقارب مع قصر المرادية في تكريس العزلة الإقليمية لتونس، التي تعاني من أزمة اقتصادية هيكلية؛ ما دفع المؤسسات البنكية الدولية، على غرار القوى السياسية العالمية، إلى انتقاد التوجه الحالي للرئيس الذي أجهض أحلام “ثورة الياسمين”.
ودافعت الجزائر عن تونس في جميع المحطات الدبلوماسية والسياسية، على الرغم من التقارير الحقوقية والمالية التي نبهت إلى تدهور أوضاع هذا البلد المغاربي؛ نظرا إلى تأييد الرئيس قيس سعيد لجبهة “البوليساريو”، التي وجدت موطئ قدم لها في قصر قرطاج.
وانتقدت جميع المجلات الإعلامية الدولية، خاصة الأمريكية والبريطانية، الوضع السياسي والحقوقي بتونس في عهد قيس سعيد، مشيرة إلى عودة تونس إلى “عصر الديكتاتورية” وتخليها عن المكتسبات الديمقراطية التي حققتها في العقدين الأخيرين.
وبهذا الخصوص، قالت صحيفة “فاينانشال تايمز” إن “قيس سعيد استولى على جميع السلط في سابقة من نوعها”، لافتة إلى أن “تونس قامت بحملة واسعة النطاق لاعتقال كل المعارضين والنشطاء الذين يخالفون الرئيس في السياسات المتخذة”.
وأضافت أن “ما قام به قيس سعيد إزاء المهاجرين المنحدرين من جنوب الصحراء يخالف المواثيق الدولية المتعارف عليها، ويندرج ضمن السلوكات العنصرية العنيفة”، مؤكدة أن “سياسات الرئيس الحالي عمقت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتأزمة”.
فيما أوردت صحيفة “فورين بوليسي” بأن “قيس سعيد كرس الحكم الفردي بتونس في الفترة الأخيرة، بخلاف ما تقتضيه الممارسة الديمقراطية في التسيير”، معتبرة أن “التصريحات الشعبوية للرئيس تفاقم الوضعية المالية الصعبة التي تمرّ منها تونس”.
وفيما يطغى “البرود السياسي” على علاقات باريس بالرباط ويهيمن “التشنج” على علاقاتها بالجزائر، تحافظ فرنسا على علاقاتها الاعتيادية مع تونس، على الرغم من الجدل الحقوقي الدولي المرافق لها؛ الأمر الذي أرجعته تقارير إعلامية عديدة إلى تحول تونس لـ”حديقة خلفية” لفرنسا في المنطقة.
وفي هذا الإطار، قال رشيد لزرق، رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، إن “التقارب بين تونس والجزائر أثر بالسلب على الانتقال الديمقراطي لهذا البلد المغاربي، الذي كان دائما منارة للفكر الحداثي؛ لكنه تحول إلى نظام فردي يستأثر فيه قيس سعيد بالسلطة”.