السياسيةالقانــونقضايا المجتمعمنوعات

افتتاح اشغال الندوة الوطنية حول موضوع:” قضية الوحدة الترابية للمغرب بعيون اكاديمية: قصة نجاحات و افاق الإنهاء “

الميزان/ الرباط: ندوة

almizan.ma

افتتاح اشغال الندوة الوطنية حول موضوع:” قضية الوحدة الترابية للمغرب بعيون اكاديمية:
قصة نجاحات و افاق الإنهاء ”
الميزان/ الرباط: ندوة
كلمة محمد الدرويش
رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم
باسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على النبي الأمين
ايها الحضور الكريم ،
انعمتم مساء أما بعد،
متابعة لقضايا الوطن المتعددة فكرا ، و ثقافة ،و سياسة، ومجتمعا، وفي مقدمتها المرتبطة بوحدته الترابية، ومساره التنموي، وتثبيتا لثقافة الوفاء والاعتراف بالقامات الوطنية التي ساهمت في تأسيس اللبنات الأولى للمغرب الحديث والمعاصر، دأبت مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم على تنظيم سلسلة من اللقاءات والندوات المرتبطة بمشروع وطني قائم على مبدأ ربط الماضي بالحاضر من أجل المستقبل.
السيدات والسادة..
تابعنا جميعا باهتمام بالغ، وعناية فائقة مجريات اجتماع مجلس الأمن نهاية شهر أكتوبر الماضي، والذي انتهى بتصويت الأغلبية المطلقة على تبني المجلس للقرار الاممي رقم 2797، والذي يتم بمقتضاه تبني المقترح المغربي للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية على الصحراء، مع دعوة الأطراف الأربعة إلى مناقشة المقترح دون شروط مسبقة، وهو تحول تاريخي في مقاربة الأمم المتحدة لقضية النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، والذي امتد خمسين سنة، وقد استقبل المغرب، ملكا وشعبا، هذا القرار بارتياح كبير وفرحة عارمة باعتباره بداية نهاية أزمة عطلت عجلات التنمية، بكل أنواعها ، ومستوياتها، وأوقفت القطار المغاربي عن الإنطلاق نحو تكتل إقليمي مفيد لكل المغاربيين، ومساهم في تطور وتقدم المنطقة.
أيها الحضور الكريم..
نلتئم اليوم لإسماع الصوت الاكاديمي حول قضية الوحدة الوطنية عبر منبر مدني برحاب فضاء علمي لنذكر بتاريخ هاته القضية، ونشرح تعقيداتها، وأسباب افتعالها، ومسارها الأممي، والافريقي، والإقليمي، وكذا لنقدم قراءة موضوعية للإعداد الهادئ والمتبصر لدورة مجلس الأمن الأخيرة، وللتذكير بقوة، ورصانة، وجدية الدبلوماسية الملكية خلال 26 سنة من حكم الملك محمد السادس، والذي جعلها قضية أولى في عهده منذ خطاب جلالته الأول سنة 1999، استمرارا للمسار الذي دشنه المرحوم محمد الخامس، وصار على نهجه المرحوم الحسن الثاني، دفاعا عن الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ضمن سياق ثوابت الدولة الوطنية الممتدة عروقها في التاريخ والجغرافية، واستحضارا لأخلاق وقناعات الدفاع عن “دار الإسلام” في القرون الأخيرة، والتي شكلت إحدى المرجعيات في الهوية، واللحمة الوطنية، تمكن بفضلها المغرب من مواجهة الأطماع الاستعمارية، وتأخير تنفيذها إلى أوائل القرن العشرين، حين فرضت “الحماية” عليه سنة 1912، وتم تجزيئ المغرب إلى ثلاث مناطق حماية ، فرنسية وإسبانية ودولية، بيد أن صلابة المؤسسة الملكية والتحام الشعب بالعرش أفشلت مخططات الحمايات المتعددة على المغرب، الذي استرجع استقلاله بعودة الملك محمد الخامس من المنفى يوم 16 نوفمبر 1955 ، وكما استعمر المغرب على مراحل، تمكن من استعادة أجزاء من أراضيه على مراحل، فتم استرجاع طرفاية سنة 1958، وإفني سنة 1969، والصحراء سنة 1975 عبر مسيرة خضراء سلمية ابهرت العالم، وأفشلت كل مشاريع التآمر على الوحدة الترابية والوطنية المغربية…
السيدات والسادة..
لن أجعل من كلمة الافتتاح هاته مداخلة أو عرضا تاريخيا، فالسادة الأساتذة الباحثون سيقومون بذلك طبعا، هم أهل الاختصاص، لكني أردت بالتذكير بذلك، ربط الماضي بالحاضر من أجل المستقبل، فاليوم تبدأ مرحلة جديدة في التأطير الأممي لنزاع الصحراء، خصوصا بعد مطالبة الأمم المتحدة للمغرب بتفصيل وتحيين المبادرة المغربية للحكم الذاتي المقدمة لمجلس الأمن في أبريل 2007، وبعد مقتضيات الخطاب الملكي ليوم 31أكتوبر 2025، الذي أسس لانطلاق مراحل موازية متجددة، تستدعي انخراطا جديا ومسؤولا لكل الفاعلين، في كل المستويات، والمجالات لمغرب ما بعد 31 أكتوبر ، في لحظة تطرح أسئلة محورية ومؤطرة على مؤسساته الدستورية، ونخبه الأكاديمية، والحزبية، والنقابية، والمدنية، من قبيل، شكل ومضمون صيغة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، والمقاربات الممكنة لتعايش شكلين من التدبير في الوطن الواحد، وغيرها مما يساهم في الطي النهائي لهذا المشكل المفتعل، وعليه ولكل ما ذكرنا وما لم نذكر، تنعقد اشغال هاته الندوة الوطنية المباركة بحضوركم ومشاركتكم وعنايتكم بهدف إسماع الصوت الأكاديمي المختص، والمساهمة إلى جانب الأحزاب السياسية، من خلال مذكراتها المرفوعة للديوان الملكي نهاية الأسبوع، وكذا فعاليات المجتمع المدني في هذا النقاش الوطني التاريخي الهام، علماً ان دور الأكاديمي يظل دوراً محورياً وهاماً في كل القضايا المجتمعية، بل إنه الأساس الذي يجب أن تنطلق منه المقاربات الحزبية على الاتفاق والاختلاف في تناولها لقضايا المواطنات والمواطنين عموما والقضايا الوطنية خصوصا وقضية الوحدة الترابية للمملكة على وجه اخص، لكننا مع الأسف نعيش لحظات بمنطق مقلوب ، و هذا موضوع آخر.
و قبل الختم، أسجل أمامكم، بأن اشغال هاته الندوة سيتم طبعها ونشرها، بمجرد التوصل بكل مداخلات السادة الأساتذة، لذا أجدد طلبي لكل المشاركين، بالتعجيل ببعثها لنا، كما أن أشغال الندوة كاملة ستوضع صوتا وصورة على قناة اليوتوب .
مع تحياتنا و شكرنا في البدء والختام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى