القانــون

الدراسة عن بعد.. هل البنية التحتية للمغرب تسمح بذلك؟

بعد إقرار وزارة التربية والتعليم توقيف الدراسة بجميع الفصول والأقسام، وإعلانها بدء التعليم عن بعد، عرفت المؤسسات التعليمية ارتباكا واضحا في تفعيل هذا القرار.فمع حرص الوزارة على أن تظل أبواب المدارس مفتوحة لمواكبة العملية التعليمية، كان لزاما على الأطر التربوية أن تلتحق بمقر عملها وفق جداولهم الزمنية.

فعرفت بعض مؤسسات التعليم العمومي، حضور أطرها وإثبات حضورهم في دفتر الحضور، ثم انصرفوا لعدم اتضاح الرؤية، وفي انتظار بلاغات وزارة التربية الوطنية ومراسلات الأكاديميات.

أما عن الدراسة والتعليم عن بعد، فأكد لنا أستاذ بالتعليم الثانوي، بأن: « التعليم عن بعد نمط نادت به الوزراة لئلا يكون هناك احتكاك بين المتعلمين في وقت الوباء لاسيما وإنهم يتسمون بالحركة المفرطة مما يساهم في انتشاره.

وهذا التعليم لا يرتكز على مواقع إلكترونية أو برامج تلفزية، بل هو في الأصل قاعة قطب يكون فيها حضور المدرس رئيسيا بوسائل إيضاحه، ليتم البث ويتلقفه مجموعة من المتعلمين سواء كانوا في فصل مجتمعين أو أن يكون كل واحد بحاسوبه منفردا.

وهذا التعليم لا يكون عموديا بحيث يلقي الأستاذ درسه دون مشاركة من قبل متعلميه، بل هو في الأصل أفقي منفسح على نقاشات وتدخلات وإضافات المتعلمين، لأن الدرس هاهنا حركي يندمج فيه الكل دون استثناء ويتحقق فيه التعلم الذاتي الذي يعتمد على اعتبار المتعلم أصلا تدور عليه العملية التعليمية التعلمية.

وهذه الآلية تتطلب إمكانات متعددة كأن تكون هناك قاعة متعددة الوسائط مجهزة بكاميرات وسبورة ذكية فضلا عن تموقع المتعلمين في قاعات مجهزة أو أن يكون كل واحد بحاسوبه متفاعلا.

وحيث إن الواقع التعليمي عندنا يعاني من افتقاد التجهيزات الرئيسية، فإن نداء الوزارة وكأنه بعيد عن الواقع التعليمي الذي تشرف عليه، لاسيما وإن جل القاعات الدراسية خالية من هكذا نمط من القاعات المجهزة التي يُعتمد عليها في عملية التعليم عن بعد.

يبقى الحل هاهنا أن يطالب التلاميذ بتتبع قناة تلفزية أو مواقع إلكترونية يكون التعليم فيها عموديا دون مشاركة أو حضور فعلي للمتعلم.

هذا وقد اقترح بعض الأساتذة تكوين مجموعات على الواتساب بحيث يلقي درسه ويُخضع المشكلات للنقاش، وفي المجموعة يتلقى الاستفسارات و الأسئلة ليتيسر فعل التلقي والبناء المعرفي.

وهاهنا يطرح السؤال البنيوي المتعلق بهذا النمط من التعليم وهو أن الاستفاقة لمناداة نمط حداثي في التعليم يتطلب تخطيطا وميزانية وإرادة سياسية متناغمة مع جهود الدول الراقية التي تعتبر التعليم أساس النهوض لا قطاعا غير منتج يستنزف أموالا ».

أما السيدة، (ن، ر)، مسؤولة بمؤسسة خاصة للتعليم الإبتدائي، فأكدت بأنهم اعتمدوا داخل مؤسستهم التعليم عن بعد، وذلك بإقحام أولياء أمور التلاميذ للإنخراط في هذه التقنية.

إذ تقوم المؤسسة، بإرسال الدروس مع الشرح، والقراءة مع شرح الكلمات الصعبة، وتحليل النصوص، وإعطاء الواجبات التي عليهم حلها وإرسالها عبر البريد الإلكتروني.

وكذلك، إعطاء تمارين الرياضيات في الدروس السابقة كدعم للتلاميذ.

وأكدت السيدة المسؤولة بأن أبواب المدرسة ستظل مفتوحة أمام كل استفسار أو تساؤل من طرف الآباء وأولياء الأمور.

أما عن الجدول الزمني، فأوضحت، بأن كل الأستاذة ملتزمون بالحضور وفق جداولهم الزمنية بشكل عادي، للإجابة على تساؤلات أولياء الأمور.

فهل ستساهم تفنية التعليم عن بعد هذه، في إرساء منظومة جديدة للتعليم يمكن أن يتم اعتمادها من طرف الوزارة للإرتقاء بالمنظومة التعليمية ببلادنا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى