الفقه والشريعةقضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

*”وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنٗا”*

الميزان/ الرباط: بقلم/أ. عبده معروف

almizan.ma

*”وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنٗا”*
الميزان/ الرباط: بقلم/أ. عبده معروف
في رحم امرأة صالحة، وُجدت نُطفة لم تكن كسائر النُطف، نُذرت لله قبل أن ترى النور، “إِذۡ قَالَتِ ٱمۡرَأَتُ عِمۡرَٰنَ رَبِّ إِنِّي نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِي بَطۡنِي مُحَرَّرٗا فَتَقَبَّلۡ مِنِّيٓۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ(35)” (سورة آل عِمرَان)، فتولّى ربّها أمرها، وكان هو الكفيل قبل أن يكفلها زكريا، “فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٖ وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنٗا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّاۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقٗاۖ قَالَ يَٰمَرۡيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖ قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ(37)” (سورة آل عِمرَان)؛ فمريم لم تكن بنت بيتٍ فحسب، بل بنت نذر، وبنت نبوءة، وبنت عناية ربانية؛ “فأنبتها نباتاً حسناً”… ليست زينة جسد، بل زينة روح، ولا طيب هيئة، بل طيب سريرة، ذلك هو *النبات الحسن*: أن تُربّى النفس على الطهارة، والعقل على التأمل، والقلب على الإخلاص، أن يُروى الكيان بماء اليقين، وأن يُظَلّل بالتقوى، فتزهر الروح كما تزهر الوردة في شمس الرضا، ثم تأتي *الكفالة الحسنة*: لا كفالة مالٍ أو مأوى، بل كفالة رعايةٍ ربانيةٍ تنفذ عبر قلب نبي، فتُسقى الصغيرة من نور النبوة، وتُربى في حضن النبالة، حتى إذا كبرت، كانت آية من آيات الطهر، ونورًا يمشي على الأرض، وها هو الدرس يتجلى، *أن التربية الصالحة والنشأة النقية هي التربة الأولى لصناعة العظمة*، …لا يولد الطيبون صدفة، بل تنبتهم العناية، ويصنعهم الإيمان، ويكفلهم من اصطفاهم الله، فكن أنت زكريا، وكوني أنت مريم، *وكنوا سفراء لأخلاقكم في عالمٍ يليق بكم*… فربما كُنتم سببًا في إنبات مريم أخرى وزكريا آخر لهذا الزمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى